كيف تتحكم في الكمبيوتر بالموز

فكرة طريفة تتحول إلى جهاز يساعد البشر في العديد من المجالات.. مع الاحتفاظ بجانبها الطريف.
لفهم قصة حياة "جاي سيلفر" يتوجب علينا العودة بالزمن 10 سنوات، إلى ليلة قضاها على شاطئ "فلوريدا" مع زوجته المستقبلية يستمتع فيها بنسيم الرياح ويستمع إليها كما لو أنها تخبره بأسرار الكون، ورغم اعترافه شخصياً بأن الرياح لا تحمل بين طياتها أي معلومات ذات قيمة، إلا أنه أعطاها الفرصة ربما يتعلم منها أي شيء جديد.
ورغم إنه يبلغ من العمر الآن 33 عاماً، إلا أن "جاي" مازال يستمتع بروح الطفولة التي بداخله، ويحاول إظهار ذلك على عمله كمبرمج محترف سبق له ابتكار العديد من الوسائل الثورية التي استخدمت في مجالات عديدة بطرق مختلفة.
"جاي" حاول في أغلب ابتكاراته أن يرغم من حوله على الاستمتاع بما يحبوه وتحويله إلى شيء ذو قيمة مهما بدا تافهاً أو غير نافعاً، ولعل أبرز دليل على ذلك هو ابتكاره الأخير Drawdio، عبارة عن قلم رصاص إلكتروني يساعد البشر في تحويل الموسيقى إلى رسومات فنية مميزة بحسب تفكير كل شخص.
أما اختراعه الأبرز فيسمى MaKeyMaKey، هو عبارة عن عدة تطوير عمل عليها في MIT مع زميله "إيريكروزنباوم"، لإنتاج دائرة كهربائية بسيطة مكونة من وصلات ومخارج USB تساعد أي شخص على تحويل أي عنصر أمامه إلى آلة تعمل باللمس قادرة على التحكم في الكمبيوتر بمنتهى البساطة.
لتنفيذ هذا الأمر بشكل عملي، يمكنك توصيل عدة تطوير MaKeyMaKey بأي شيء ترغب فيه عن طريق المشابك الكهربائية، سواء استخدمت قطعة من الخشب أو حبة موز، فعدة التطوير تساعد على إيصالها بالكمبيوتر مباشرة، وبمجرد الضغط على العنصر المستخدم، يتلقى الكمبيوتر الأوامر تلقائياً كما لو أنك تستخدم الماوس أو لوحة المفاتيح.
تكلفة عدة التطوير تصل إلى 50 دولاراً تقريباً، ومنذ أن صدرت في الأسواق تهافت عليها المشترون وقاموا باستخدامها على أشياء عديدة مثل الأشجار والنباتات والثمار وحتى المياه، والأهم من ذلك، أن الاختراع استخدم بطريقة نبيلة لم يتخيلها "سيلفر" نفسه، حيث استخدمته العديد من المدارس لتعليم الأطفال عن الدائرة الكهربائية وطريقة عملها، بينما تمكنت أسرة أخرى من استخدامه بطريقة فريدة لتمكن ابنها المصاب بالشلل الدماغي من تصفح مواقع الإنترنت ومعرفة آخر المستجدات دون مساعدة من أي شخص.
ابتكار "جاي سيلفر" استخدم في العديد من المجالات وساعد على توفير نقله نوعية في حياة الكثير من الأطفال، بقصد أو بدون قصد، ولكن هدف المبرمج الأساسي لطالما كان إخراج الطفل الذي بداخله ومساعدته على تحويل أفكاره إلى واقع ملموس يستفيد به البشر حوله، وهو ما حدث بالفعل ولا يزال.